"يا بفوت على إجريه زي السبع وبتناسى المرض، أو ينطوي على حاله وبزيد مرضه"، هكذا وصف المريض نافذ دندن الملقب بأبو عطا، المرضى الذين يعانون من غسيل الكلى.
نافذ دندن، موظف متقاعد من قسم المياه في بلدية نابلس، ويعمل حالياً في مجال عقارات الأراضي والعمارات السكنية. يغسل الكلى منذ 7 سنوات ويشبّهها "بالوظيفة الرسمية".
ويتحدث أبو عطا عن تجربته قائلاً: "البداية صعبة لكل شخص، إذ لابد من بعض المشاكل التي يواجهها في بداية الغسيل، سواء أكانت صحية أم نفسية أم اجتماعية، خاصة موضوع تقبل المرض والتسليم بقدر الله"، مضيفاً: "لكن يأتي دورنا هنا كمرضى في هذا المركز أن نشعر المريض بأنه في عائلة وحدة وأننا معه دوماً، فجميعنا يحمل قاسم مشترك وهو المرض".
ويقول دندن إن ما يميز المركز هو تواجد جميع المستويات التعليمية والثقافية في مكان واحد، مضيفاً "ترى محاضر جامعي، طالب، معلم، طبيب، موظف، كبار السن، مهني في نفس المكان والزمان، دون تمييز أي شخص على خلفيته التعليمية أو الاجتماعية، وهذا ما يزيد أواصرنا كعائلة واحدة بين المرضى".
ويشير أبو عطا إلى أهمية تعامل الطاقم التمريضي مع المريض قائلاً: "على مدار السنين لابد من خلق علاقات ودية مع الممرضين والطاقم الطبي، فالممرضين والممرضات على حدا يعاملوننا كآبائهم، عدا عن اهتمامهم الدائم بنا وبكل مريض إذا تأخر عن موعد غسيله للاطمئنان على صحته".
وعن تطورات مركز علاج أمراض الكلى في مستشفى النجاح الوطني الجامعي، يتحدث دندن: "فرق كبير وواضح بين الماضي والحاضر، إذ كنت انتظر لساعات حتى يحين دوري في الماضي، عدا عن عدم وجود أماكن مخصصة لركن سيارتي فكنت اضطر لركنها خارج المستشفى"، مضيفاً: "الآن المركز بالطبع أفضل، ويكفي أنني استطيع ركن سيارتي بكل سهولة، ولا علي الانتظار لساعة حتى أغسل، بل مقعدي ينتظرني".
واختتم أبو عطا حديثه: "نعيش كعائلة واحدة هنا، فمن يريد أن ينطوي على نفسه فقد يفقد هذه المتعة، ولا أحد بنا اختار هذا المسار لكنه قدرنا، وعلينا أن نتقبله ونستمر في الحياة".
يذكر أن مركز علاج أمراض الكلى الجديد في مستشفى النجاح افتُتح بداية عام 2023، حيث يضم 329 مريضاً، مقسمين على 4 غرف للغسيل بسعة 100 سرير، بالتالي قلّص مدة العمل من 4 ورديات إلى ورديتين، إضافة إلى تخلّصه من الملفات الورقية واستبداله بنظام رقمي محوسب، مما يوفر حوالي 1000 ورقة يومياً.